دياجيرُ[1] تبكي!
1_ انْتَشَتْ
[2] آذانُ الموتى في قبورهِمُ
ببديعِ وتَرِ النَّغَمِ
وحلى لحنِ الغِناءْ!
2_ طفلتي تسألُ أمام قبر أبيها
ليلَ الجَدَثِ
[3] ما قد حَدَثْ؟
فمن يسمع في عينيها...
بريقَ صوتِ الماءْ؟
3_ مرآتُها أظلَمَتْ يومَا
ما رأت ابنتي فيها بلسمَا
[4]
غير أن فستانها بِلَوْنِ غضبِ السماءْ!
4_ نورُ عينيها بين الأمواتِ اختفى
وبهجةَ قلبِ حبيبتي أذهبَ وأخفى
منها هو في تلاشٍ تحت طيَّاتِ الثرى
[5]
فقدتْهُ ضياءً فسألت عنه في غسقْ!
[6]
5_ بحثَتْ عن حبِّها فما وجَدَتْ
إلى صدرِهِ قد ضمَّه الردى
روح وجسد اجتمعا...
لكنهما من دونِ وسقْ!
[7]
6_ وقفتْ وعينٌ في سماء العلياءِ
وأخرى تنظر في سموِّ جَوِّ
[8] مثوى
[9] جديدٍ
وجه ابنتي قمرٌ...
في حسن حزنه اتَّسَق!
[10]
7_ في عالمِ الأرواح سُكْنَاهُ
في طمأنينةِ بالٍ هو وراحةٍ
وهي ما بين حُزْنٍ وحَزَنْ!
[11]
8_ أكانت الزهور للحياةِ يومًا
رمزًا؟ أم أنها ما كانت إلا دَمًا؟
أبكي ابنتي في قبري، وعظام الموتى
تفتقد عيونًا نرجسيَّةً وقلبًا من سوسنْ!
[12]
9_ جسدُهَا في وعيِ الحياةِ يمضي
في غبارِ الذكرى تطيرُ بآلامِهَا روحُهَا
في صخورٍ جوريَّةٍ
[13] ترفرفُ بكسرٍ
في جناحَي حبِّها وبسمةِ أبيْهَا
في استيقاظٍ، وفي غفوةٍ أو في وسن!
[14]
الكاتب: د. عمر قزيحه
في: 18 - 1 -2020م
من منشورات المجلة العلمية المحكمة (أوراق ثقافية) في عددها رقم (6) في (2020م).
[1]دياجير: ظلمات.
[2] انتَشَتْ: ارتاحت للأمر وتنشطَّت له.
[3] الجدث: القبر.
[4] البلسم: علاج للأوجاع، كذلك للأحزان.
[5] الثرى: الأرض، التراب النَّدِيُّ.
[6] غسق: ظلمة الليل.
[7] وسق: ضمٌّ واجتماع.
[8] جو: ما انخفض من الأرض.
[9] مثوى: منزل، مقام، وهنا المقصود بالمثوى الجديد: القبر.
[10] اتَّسق: استوى وامتلأ، اكتمل واستدار.
[11] حُزْن: غم. حَزَن: خوف.
[12] النرجس والسوسن: كلاهما من فصيلة الأزهار، والعرب يُشَبِّهون عَيْنَي الفتاة بالنرجس، إعجابًا منهم بجمالهما.
[13] جوريَّة: صفة لنوع معيَّن من الورود الدمشقيَّة، واستخدمناها هنا للصخور من باب الرمزيَّة.
[14] وسن: أول النوم، أو ثِقَل النوم.
المفضلات