في دفاترِ الزَّمان البعيدِ
زارتْنَا الكرةُ المستديرةُ
بِلَونِ الغَرَقْ!
جَاءتْ لِتعطِيَ عيونًا
حلاها وأحلامًا هواها
غيرَ أنَّ القلبَ قدِ احترقْ!
كانَتْ بأمانِهَا لك بالهناءِ واعدةً
وأمامَكَ تتهادى بسكونِهَا المحبَّبِ
الذي فؤادَكَ سَرَقْ!
قُلْتُ لَهَا مَنْ تكُونِينَ؟
فقالَتْ أنا لك توأمٌ يقودُكَ في الحياةِ
فَصَدَّقَها فؤادُكَ وباسمِهَا خَفَقْ!
كانَتْ تلكَ أيَّامًا دامِياتٍ
[1]
دمَّرَتْ في حياتِكَ
غيرَ أنَّهَا مضَتْ
في سجلِّ زمانٍ
أرعَدَ في كيانِكَ وبَرَقْ!
أتَتْكَ تدَّعِي براءةَ حبٍّ
بِرَفِيفِ جفونِهَا وحفِيفِ هدوبِهَا
قائلةً لَكَ أنا قرينُكَ
وأنْتَ بَيْنَ اطمئنانٍ وفَرَقْ!
ثمَّ صَدَّقَها قلبُكَ فَفَتَحَ لَهَا
أبوابَهُ على مِصْراعَيْها مُرحِّبًا بها
فَكَانَ قلبُهَا كاذبًا وما صَدَقْ!
رآها قلبُكَ الجمالَ على قبحِهَا
وجسدُكَ يتهاوى بَينَ دمٍ يتدفَّقُ
داخلًا وخارجًا وصَبِيْبِ عرقْ!
تَقولُ لك أنا مَنْ أنتَ تهوى!
أنا مَنٍيَّتُكَ أريدُ أن أُلقِيَ بِكَ
في هاويَةِ الرَّدى
أو حياةٍ مِنْ أرقْ!
قَد عُدْتُ إليكَ، اليومَ!
فهل تَسْتَقْبِلُنِي؟؟
[1] الأصل أن نقول: أيامًا (داميةً)، لا (دامياتٍ)، ولكن للضرورة الوجدانيَّة!
الكاتب: عمر قزيحه
تاريخ الكتابة: 2019م
من منشورات: أوراق ثقافية - مجلة الآداب والعلوم الإنسانية - العدد 11 - شهر 1 عام 2020م.
المفضلات